أهم اتجاهات التجارة الإلكترونية في 2021 وتأثيراتها على التجارة العالمية
تأثير التجارة الإلكترونية أصبح حديث اليوم. لذلك فلا عجب أن يسأل الناس دائمًا عن مستقبل التجارة الإلكترونية.
بلغت التجارة الإلكترونية أعلى مستوياتها على الإطلاق. حيث بلغت مبيعات التجارة أونلاين العالمية ما يقرب من 3.5 تريليون دولار في جميع أنحاء العالم في عام 2020 . مما يثبت أن التجارة الإلكترونية هي خيار مربح بشكل متزايد للشركات. هذا ضخم . والخبر السار هو أنه بالتأكيد ليس اتجاهًا جديدًا.
في الواقع . كان هناك متوسط معدل نمو بنسبة 25.6 بالمائة في مبيعات التجارة الإلكترونية على مدار الأعوام من 2014 إلى 2017.
لقد حققت التجارة الإلكترونية قفزة كبيرة في ظل تفشي وباء كورونا . حيث يتحول الجميع إلى الخدمات الإلكترونية والتسوق عبر المتاجر الالكترونية التي تسمح لهم بالتكيف مع الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد . الذي أجبر نحو مليار شخص حول العالم للبقاء في منازلهم . وكذلك التسبب في انهيار أسواق الأسهم. والوضع الصعب للشركات . الذي يترك أثراً اقتصادياً حاداً يمكن أن يتبعه تحولات كبرى في العالم . وسيستفيد منها – على ما يبدو – بعض الشركات في قطاع التكنولوجيا والإنترنت مثل كبريات منصات البيع والتسوق عبر الانترنات. لذلك فان الناس اكتشفو أن بإمكانهم العمل والتواصل بطريقة لم تخطر على بالهم حتى الآن. مما ارغمهم على التأقلم أكثر مع التكنولوجيا.
استنادًا إلى التنامي المستمر للتجارة الإلكترونية على مدار العامين الماضيين . تشير التقديرات إلى أن حجم التجارة الإلكترونية سيصل إلى 28.5 مليار دولار بحلول عام 2022 . بحيث تدخل التجارة الإلكترونية فترة محورية وتمثل فرصة مهمة لـ المستهلكين والشركات والمستثمرين.ققد قفزت بنسب خيالية خلال العامين الماضيين.وفق اخر الاخبار المستقاة عن الحكومة الأمريكية في مجال التجارة الإلكترونية والتجارة بشكل عام من المتوقع أن ترتفع نسبة التجارة عبر الإنترنت هذا العام إلى 12٪ عن العام السابق . وهو إحصائية أولية في ظل هذا التطور المخيف . وتأثير الفيروس حول العالم . ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة بشكل كبير في السنوات القادمة.
أولا_نشأة وتطور التجارة الالكترونية:
ظهرت التجارة الالكترونية منذ فترة طويلة و تعددت أشكالها و صورها و أشهر شكل لها كان التسوق عبر شاشات التلفزيون و لكنها لم تعرف في تلك الآونة بأنها شكل من أشكال التجارة الالكترونية . إلى أن ظهرت الانترنت و بدأت تستخدم في الأغراض التجارية و ظهر شكل جديد للتجارة و هي التجارة الالكترونية عبر شبكة الانترنت . و لأن شبكة الانترنت هي صاحبة الفضل الأول في تعريف الناس بمصطلح التجارة الالكترونية و انتشارها . فقد أصبح العديد يعتقد بأن التجارة الالكترونية لم تظهر الا بظهور الانترنت و استخدامها في الأغراض التجارية . و أن التجارة الالكترونية عبارة عن المعاملات التجارية التي تتم عن طريق شبكة الأنترنت دون غيرها من وسائل تكنولوجيا .
التجارة الالكترونية طفرة في عالم التجارة و أسلوبا حديثا تستخدم فيه التقنية لتغير أسلوب المعاملات التجارية و تسريعها و هي ليست حديثة المفهوم و العمل . و إن كانت حديثة المصطلح . ترجع بدايتها إلى أوائل الستينات عندما بدأت الشركات تستخدم أنظمة المعلومات بين المؤسسات « IOS » و هي أنظمة طورت لتسمح لفروع المؤسسات بالتدخل و التكامل الالكتروني . و كذلك لتسمح بتبادل و تدفق البيانات و انجاز أعمال مشتركة بين مؤسستين منفصلتين أو أكثر .
1_ التجارة الالكترونية بدأت بالظهور مع بداية التسعينات :
حين جرى تطور الشبكة العالمية كأداة للاستعمال العام . لم تعرف إلا بعد عام 1996 و ذلك بعد تحويل شبكة من شبكات الهيئة القومية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية إلى القطاع الخاص . عندئذ تطورت شبكة الأنترنت و انتشرت بمعدلات متسارعة و جاء تطور التجارة الالكترونية و التسويق الالكتروني واكبا التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال بالأخص في مجال تكنولوجيا المعلومات و تطور شبكة الانترنت .يرى البعض أن عام 1998 هو نقطة الانطلاق للتجارة الالكترونية . حيث أنفق المستهلكون نحو 4 مليارات دولار من خلال الانترنت و تحديدا في عطلة عيد الميلاد الذي ينشط فيه التسويق عادة . و في الغرب على وجه الخصوص في حين يرى آخرون أن عام 1995 يمثل نقطة الانطلاق الحقيقة لهذا المجال الجديد في الانطلاق نحو التبادل التجاري . على أن الاختلاف في تحديد نقطة البداية لا ينفي الاعتراف و الاتفاق حول أهمية طريقة الإسراع في دخول التجارة الالكترونية في المكاسب المهمة التي يحملها تبادل السلع و الخدمات عبر الوسائل الالكترونية .
2_التطور التاريخي للتجارة الالكترونية عبر حقبتين زمنيتين أساسيتين :
_ الحقبة الأولى :
و تشير إلى الحقبة الزمنية الممتدة من عام 1995 و حتى 2000 و هي التي شهدت نموا متفجرا في التعاملات الالكترونية و المتعمدة أو الموجهة بالتقنية . حيث كان تركيز منظمات الأعمال منصبا بصفة أساسية على النمو العائد من تلك التعاملات . و ذلك من خلال تبني استراتيجيات تعتمد على تواجد الالكتروني الفوري الخاص . في غياب ملموس للتشريعات الحكومية المختلفة و المنظمة للأعمال الالكترونية .
_ الحقبة الثانية :
و تتمثل في الحقبة الزمنية التي بدأت من عام 2001 و حتى سنة 2020 . حيث شهدت تحولات في نمط التعاملات إلى التوجه بالأعمال . و تركيز منظمات الأعمال منصبا على تنمية الأرباح و من خلال تبني استراتيجيات مختلطة . أي تعتمد على التواجد المادي للمنظمة في السوق و تواجدها الالكتروني على شبكة الانترنت . في ظل تشريعات حكومية منظمة للأعمال الالكترونية.
و بعد ما أصبحت الانترنت متاحة للجميع ستؤثر بدورها على درجة فاعلية التجارة الالكترونية و التي ستكون في المستقبل السمة السائدة للتمتع التجاري في المجتمعات كل سواء عربية أو غير عربية .
3_خصائص التجارة الإلكتروينة:
عالمية التجارة الإلكترونية:
إن الوسائط الإلكترونية التي تستخدم كقاعدة في التجارة الإلكترونية لا تهتم أبدًا بالحدّ الجغرافي أوالحدّ المكاني. وبالتالي فإن الشراء والبيع للسلع والخدمات من خلال شبكة الإنترنت لا يتطلب أبدًا السفر لمكان تواجد الشركة المنتجة. بل عن طريق الموقع التجاري الذي يقوم المشترك في شبكة الإنترنت الذي يسمح له الوصول لأي موقع توريدي ممكن في أي مكان بالعالم. ويمكن إدارة كل المعاملات التجارية بشكل بسيط وسريع عن طريق الحاسب الشخصي المتنقل. لكن لا يزال لحد الآن حالات من الحذر عند إجراء المعاملات التجارية الدولية إلكترونيًا. على اعتبار أنه لم يتم حتى هذه اللحظة تحديد القوانين والأنظمة التي تحكم هذا النشاط بشكل نهائي. ولذلك نلاحظ أن التجارة الإلكترونية بشكل خاص تقتصر على عدد من البلاد المتقدمة وفي حدود ضيقة بالنسبة لبقية الدول.
تداخل التخصصات في مجال التجارة الإلكترونية:
تزول الفروق بين الشركات العالمية العملاقة من ناحية الشركات الصغيرة والشركات المتوسطة من ناحية أخرى. بالرغم من وجود فوارق كبيرة بينها من حيث الإنتاج والتوزيع والكفاءات البشرية والإمكانات المالية. حيث تقوم الشركات جميعها الكبيرة الصغيرة باستعمال نفس الطريقة في تنفيذ عمليات البيع والشراء وتقديم جميع الخدمات إلكترونيًا. كما هو الوضع في توزيع الموسيقى والأقراص الليزرية وأفلام الفيديو وبرامج الحاسوب وغيرها الكثير. فهذا يعني بأن المسافة بدأت تصغر بين الشركات كبيرها وصغيرها وأصبحت المنافسة تأخذ شكل آخر. بسبب صعوبة تحديد هوية المنتج في بعض الأوقات.
غياب المستندات الورقية في تعاملات التجارة الإلكترونية:
يتم تنفيذ العديد من الصفقات والعقود التجارية إلكترونيًا بين الأطراف وخصوصًا بالنسبة للسلع التي تقبل للترقيم. دون الحاجة المطلقة لتبادل الوثائق والمستندات الورقية. وذلك اعتبارًا من عملية التفاوض وانتهاءً بتسليم البضاعة وقبض لاقيمة إلكترونيًا. ولذلك بدأت تظهر بعض المشاكل في إثبات صحة التعاملات والعقود وتحديد الحقوق والواجبات للأطراف المتعاقدة وإثبات صحة التوقيع وغير ذلك. ممّا يدفع الحكومات والمنظمات الدولية للعمل على إيجاد إطار قانوني يخص التجارة الإلكترونية يثبت الصفة القانونية على العقود الإلكترونية والتوقيع وتسديد القيمة الإلكترونية.
التعامل دون الكشف عن هوية المتعاملين :
تتعامل الأطراف في مجال تجارة الإلكترونية دون معرفة سابقة ودون أن تتوفر لكل طرف المعلومات اللازمة عن الطرف الآخر. كما يمكن أن يقدم أحد الأطراف وكليهما معلومات مضللة للآخر. مثل تعامل ببطاقة ائتمان مسروقة أو تقديم ضمانات للخدمات ما بعد التصنيع. دون أن يكون هناك التزام بالتنفيذ الفعلي. أو من خلال إدعاء صفة المصروف لتجميع الأموال وتقديم الإغراءات للحصول على عوائد مجزية وغيرها من الطرق. إضافة إلى مسألة إفشاء أحد الأطراف المعلومات السرية عن الآخر لطرف ثالث دون وجود مرجعية لمحاكمة من يقوم بهذا العمل. ولذلك بدأت تظهر تقنيات متقدمة من أجل المحافظة على السرية والخصوصية وتوفير الموثقية في التعاملات التجارية الإلكترونية.
سرعة تغيير المفهوم وما يغطية من أنشطة وما يحكمه من قواعد:
بما أن التجارة الإلكترونية ترتبط إلى حدّ كبير جدًا بوسائط وتقنيات الاتصال الإلكتروني وتقنيات المعلومات التي تتغير وتتطور بشكل متسارع. فإن كل الترتيبات والإجراءات التنظيمية والقانونية التي تخضع له التجارة الإلكترونية سوف تكون عرضة للتغير السريع. بالتوافق مع تطور تقنيات الاتصالات والمعلومات.
ثانيا_مستقبل التجارة الالكترونية سنة 2021 وما بعدها:
لم يعد الأمر صعبًا بالقدر الذي كان عليه في السابق عندما تحاول إقناع أحد بأن التجارة الإلكترونية هي المستقبل الذي ينتظره هذا العالم بمفهومه التجاري البحت. فمنذ أن بدأت جائحة كورونا في الظهور لم يكن هناك أحد المستثمرين مطمئنا بقدر ما كان هؤلاء الذين يعملون في الأساس معتمدين على الإنترنت وتوصيل البضائع إلى المنازل.
الآن وبعد مرور ما يفوق عام كامل على الظهور الأول لفيروس كورونا. ومع المزيد من التخبطات التي ظهرت في اليومين الماضيين على الرغم من خروج عدة لقاحات مضادة للمرض بسبب ظهور سلالات جديدة لكورونا فإننا بحاجة للمزيد من التريث والنظر بعمق أكثر للتجارة الإلكترونية.
1_ التسويق متعدد القنوات أساس التجارة الالكترونية سنة 2021:
التسويق متعدد القنوات هو التسويق بالإعتماد على عدد من القنوات التسويقية المختلفة بهدف الوصول إلى العملاء. حيث من الممكن أن تكون تلك القنوات التسويقية متجرًا للبيع بالتجزئة أو موقع على شبكة الإنترنت أو دليل شراء بالبريد أو حتى اتصالات شخصية مباشرة عن طريق البريد العادي أو الإلكتروني أو الرسائل النصية.
الهدف الرئيسي وراء عملية التسويق متعدد القنوات هو ضمان فعالية أكبر للتسويق. حيث أنه (التسويق متعدد القنوات) يركز في الأصل على تسهيل عملية الشراء على المستهلك بالطريقة التي تناسبهم هم. ويحتاج التسويق من خلال القنوات المتعددة إلى نظام إدارة سلسلة إمداد جيدة. حيث من المفترض أن تكون تفاصيل السلع المعروضة والأسعار متناسقة مع القنوات التسويقية المختلفة.
قد تكون بحاجة إلى تحليل تفاصيل العائد الاستثماري من كل القنوات. بالاعتماد على مدى تلبية متطلبات العملاء وتحويلها إلى مبيعات.
يمكن أن يتم تلخيص الطرق التي يمكن من خلالها تقديم تجربة تسويق متعددة القنوات. من خلال التالي:
– تحسين موقع الويب للتوافق مع الأجهزة المختلفة. ومن الأفضل أن تقوم بإنشاء تطبيق جوال PWA.
– قم بإضفاء الطابع الشخصي على تجربة العميل في كافة الخطوات مهما كانت صغيرة.
– قم بإستخدام أدوات مخصصة من أجل ضمان تقديم تجربة تجارة إلكترونية من البداية وحتى النهاية خلال عملية البيع بالتجزئة.
– تقديم خيارات شراء متنوعة كـالشراء عبر الإنترنت والاستلام من المتجر. الشراء من المتجر واختيار التوصيل للمنازل. شراء عبر الإنترنت والحصول على التوصيل إلى المنازل.
2_ الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز سيعززان تجربة التجارة الإلكترونية في 2021:
وفقًا لما صدر من خلال الدراسات. فإن المستخدمين سوف يُنفقون على الذكاء الاصطناعي 7.3 مليار دولار. بحلول عام 2022. حيث سيستخدم أكثر من 120 ألف متجرًا تقنيات الواقع المعزز من أجل تزويد العملاء بتجربة شراء غنية فعليًا.
ووفقًا للإحصاءات ايضًا. الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence (AI) يعمل كـشريك في المتاجر الإلكترونية عبر الإنترنت. وذلك من خلال تقديم إرشادات وتوصيات مخصصة للعملاء الذين يتواجدون داخل المواقع. حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي سجل الشراء السابق للمتسوقين وسلوك البحث الخاص بهم في الموقع لعرض المنتجات التي من المرجح أن يشتروها.
ويعد الذكاء الاصطناعي أحد الأشياء التي لا يمكن للمتسوقين عبر المتاجر الفعلية الاستمتاع بها. عكس المتسوقين عبر الإنترنت. وعلى الرغم من كون العملاء على الإنترنت سيكونوا غير قادرين على فحص و تجربة المنتج قبل الشراء. إلا أن استثمار المتاجر في تقنية AR (Augmented reality) سيكون لديهم فرصة في معاينة المنتج قبل أن يشتروه.
من الممكن جدًا أن ترى زيادة في التحويلات مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز AI و AR وانخفاض في معدل العائد.
3_ الاعتماد على انظمة دفع جديدة في التجارة الإلكترونية في 2021 والعملات الرقمية أهمها:
خيارات الدفع تشكل جزء كبير جدًا جدًا من عملية التسوق الإلكتروني بالنسبة لمعظم العملاء ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي بل حول العالم بشكل عام. حيث يقوم ما يقرب من 70 في المئة من العملاء بالتراجع عن عمليات الشراء عند الوصول لصفحة الدفع بسبب عدم توفر طريقة دفع مناسبة لهم.
في الوقت الراهن. فإن معظم الشركات التي تعد شركات مصنفة على أنها شركات تجارة الكترونية.تعتمد المحافظ الرقمية مثل Apple Pay آبل باي المتوفرة في المملكة العربية السعودية بشكل رسمي. بالإضافة إلى عدد من خدمات المحافظ الرقمية الأخرى مثل Google Pay و Samsung Pay وحتى البنك الإلكتروني الأهم في العالم PayPal. وكذلك محفظة العملة الإلكترونية البيتكوين Bitcoin.
وبطبيعة الحال. فإن تلك المحافظ الإلكترونية والعملات المشفرة هي أحد أشهر وسائل الدفع التي توفرها شركات التجارة الإلكترونية. بجانب بطاقات الخصم المباشر وبطاقات الإئتمان. إلا أن أحد أكثر الأشياء المميزة لأصحاب المتاجر الإلكترونية في طرق الدفع هي العملات المشفرة مثل بيتكوين. والسبب أنها ذات مزايا كونها ذات رسوم معاملة أقل وليس بها معاملات عكسية وهو ما قد يجعلها أبرز خيار للمتاجر الإلكترونية في عام 2021.
4_ العلامات التجارية سوف تستمر الاعتماد على التسعير الديناميكي أثناء التجارة الإلكترونية في 2021
التسعير الديناميكي Dynamic Pricing هو الاستراتيجية التسعيرية التي تقوم من خلالها الشركات والمتاجر الإلكترونية على وجه التحديد. بتعديل وتغيير سعر المنتج أو الخدمات في الأوقات وفقًا لعدة عوامل.
العوامل التي تحدد استراتيجية التسعير عندما نتحدث عن التسعير الديناميكي. هي نوع الزبون وحجم الطلب في الأسواق.
وإذا أردنا النظر بشكل مقرب أكثر على واحدة من التطبيقات التي ربما تراها بشكل مستمر ولا تعرف أنها ضمن التسعير الديناميكي. هو استراتيجية التسعير في خدمات السياحة والطيران والفنادق وسيارات الأجرة. حيث تكون أوقات الذروة دائمًا هي الأوقات التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا لأسعار الخدمات. ويتم ذلك من خلال تقسيم الزبائن المحتملين إلى عدد من المجموعات حسب الطلب لكل مجموعة وبعدها يتم تحديد سعر خاص لكلاً منهما.
وفيما يخص المتاجر الإلكترونية. فإن التسعير الديناميكي للخدمات والمنتجات يسمح لتجار التجزئة في التجارة الإلكترونية بالبقاء قيد المنافسة وجذب الإنتباه لمزيد من العملاء. حيث انه وحتى ولو كنت تبيع أفضل منتج في العالم. لكن إن كان لديك مشكلة واضحة في سياسة تسعيره بالشكل الصحيح. فهذا يعني على الأغلب أنك لن تحقيق مبيعات كافية.
تساهم كذلك سياسة اختيار العبارات المناسبة لوصف السعر الديناميكي في فرصة أكبر في نجاح عملية التسعير. حيث من الممكن أن تستخدم كلمات مثل “أحسن سعر على الإطلاق” وما إلى ذلك لتحقيق نسبة مبيعات وأرباح أعلى.
تتواجد بعض البرامج التي توفر عرض في الوقت الفعلي لأسعار المنتجات الديناميكية لدى المنافسين ومطالب الأسواق والقيمة المتصورة للمنتج الخاص بك من أجل تحديد السعر الأنسب.
5_التجارة المرئية سوف تزداد في التجارة الإلكترونية 2021 لقوة تأثيرها:
التجارة المرئية هي التجارة المتبع فيها ممارسة البيع بالتجزئة من خلال العرض ثلاثي الأبعاد بهدف زيادة المبيعات. تعريف مختصر ولكنه مفيد في سرد تفاصيل كثيرة يمكن من خلالها أن ترى تفاصيل المستقبل.
استخدام الصور في التجارة المرئية تشير إلى استخدام الصور ليس فقط في صفحات المنتجات. بل ايضًا في صفحات المتجر بالكامل من أجل إغراء المستخدمين للمشاركة والتحويل كذلك إلى عمليات شراء.
وإذا أردت بعض النصائح الفعلية لكي تُدخل متجرك أو مشروع التجارة الإلكترونية الخاص بك لينضم لمفهوم التجارة المرئية. فدعنا نسرد النقاط التالية…
– قم بإنشاء صور ومقاطع فيديو بتقنية 360 درجة للمنتجات الأكثر مبيعًا على موقعك.
– قم بتحويل تنسيقات الصور الخاصة بك من JPG إلى Webp أو JPG2000 من أجل تحسين الجودة الخاصة بالصور. والأهم تحسين سرعة التحميل الخاصة بها.
– حاول الاستثمار في أداة بحث مرئية للسماح للعملاء بالبحث عن المنتج بإستخدام صورة فقط.
– استثمر الإعلانات في منصة بنترست Pinterest بغرض البيع.
6_التجارة الإلكترونية عن طريق الأجهزة المحمولة… توجه مهم جدا سنة 2021:
الزيادة التي شهدتها ثقة المستهلكين في التسوق عن طريق الإنترنت. بسبب شعورهم بالراحة أثناء التسوق وهو ما جعلهم يرغبون في مواصلة هذا الشعور من خلال استخدام الأجهزة المحمولة أثناء التسوق. بالطبع هذا يعني ضرورة أن تكون مواقع التجارة الإلكترونية في 2021 متوافقة بشكل كبير بل وربما مخصصة لتلك الأجهزة.
إذا أردت دليلاً حول أهمية وضرورة ذلك. فـبحسب الإحصائيات فإن نهاية العام 2021 سوف تشهد أن ما يقرب من 73 في المئة من إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية ستكون قادمة عن طريق الأجهزة المحمولة. بالإضافة إلى ذلك فمن المتوقع أن يتخلى 30 في المئة من المتسوقين عبر الإنترنت عن عربة التسوق الخاصة في منتصف التسوق حال اكتشفوا أن الموقع فعليًا غير متوافق مع الإنترنت. وبطبيعة الحال فإن البائعين أو المستثمرين أو شركات التجارة الإلكترونية في 2021 يجب أن تركز بشكل كبير على تحسين تجربة العملاء في الأجهزة المحمولة. بما في ذلك التأكد من فحص الموقع بإستخدام اختبار التوافق من Google بالإضافة إلى إنشاء تطبيق للموقع بشكل خاص إن كانت الميزانية تسمح بذلك.
7_البحث الصوتي سيصبح هو المعيار:
20% من الأبحاث التي أُجرِيت في 2016. على الهواتف الذكية كانت عبر البحث الصوتي. ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 50% سنة 2020. البحث الصوتي ليس حكرًا على الهواتف. فقد أصبحت بعض محركات البحث. مثل جوجل. تتيح للمستخدمين البحث بالصوت. إضافة إلى المساعدات الصوتية. مثل أليكسا وسيري. سيكون للبحث الصوتي تأثير كبير على اتجاهات التجارة الإلكترونية في 2021. لذا على مُلاّك المتاجر الإلكترونية أن يأخذوا هذا الأمر بالحسبان. خصوصًا في مجال السيو. إذ ينبغي التركيز أكثر على اللغة الطبيعية. واستهداف الكلمات المفتاحية المُطوّلة (Long tail keywords). والتي تتألف من أربع كلمات على الأقل. لأنها مناسبة للبحث الصوتي. إضافة إلى إنشاء محتوى يناسب الأسئلة التي يبحث عنها مستخدمو تقنيات البحث الصوتي.
8_ازدهار سوق المنتجات المستعملة:
سيعرف سوق المنتجات المستعملة طفرة كبيرة في السنوات القادمة. حيث يُتوقع أن يتضاعف حجم سوق المنتجات المستهلكة في السنوات القادمة. لأسباب متعددة منها: الوعي البيئي والأزمات المالية. وتدهور القدرة الشرائية للكثير من الناس. ناهيك عن الحاجة لمواكبة مستجدات الصناعة. فكثير من الناس يغيّرون هواتفهم وحواسِيبهم كل عام. ويبيعون القديمة. والتي قد تكون ذات جودة عالية. حاول أن تستغل هذا الاتجاه. وفكر في إمكانية إضافة قسم للمنتجات المستعملة في متجرك الإلكتروني إن رأيت أنّ رواد متجرك لا يمانعون شراء المنتجات المستعملة.
9_أهمية البيانات الضخمة في فهم اتجاهات التجارة الإلكترونية
يساعد تحليل البيانات الضخمة في توفير معلومات كبيرة وتوليد أفكار جديدة لأصحاب المتاجر الإلكترونية. حيث تساعدهم على فهم نتائجهم. التنبؤ بما هو قادم. والتخطيط بما يتوافق مع عملهم لتحقيق أكبر استفادة وتجنب أي مشاكل.
ولا تقتصر أهمية البيانات الضخمة عند هذا الحد. فهي تساعد في فهم العملاء وطرق تفكيرهم واتخاذهم قرارات الشراء وأسباب تركهم العربات بدون شراء أو تأخرهم في الدفع وحتى معرفة الأوقات المفضلة لهم للشراء. وبالتالي تساهم في خلق فرص جديدة لاستثمارها من أصحاب المتاجر الإلكترونية من أجل للحفاظ على عملائهم وجذب المزيد.
وتكمُن أهمية تحليل البيانات الضخمة في قطاع التجارة الإلكترونية بسبب الأرقام الكبيرة جداً في القطاع. حيث تشير التوقعات إلى شراء أكثر من 2.14 مليار شخص لمنتجات عبر الإنترنت خلال 2021. كما يتوقع أن تصل المبيعات العالمية عبر الإنترنت إلى 22% من إجمالي مبيعات التجزئة في 2023 مقارنة مع 14.1% في 2019. فيما من المنتظر وصول مبيعات سوق التجزئة في التجارة الإلكترونية لنحو 6.54 مليار دولار في 2023 مقابل 3.53 مليار في 2019 – أي نحو الضعف تقريباً.
وتُشير التقديرات والاحصائيات إلى أن 95% من جميع عمليات الشراء العالمية ستكون عبر التجارة الإلكترونية بحلول عام 2040.
على نفس الجانب. ذكر 93.5% من مستخدمي الإنترنت حول العالم بأنهم اشتروا منتجات عبر الإنترنت. كان منها ما نسبته 40% من عمليات الشراء خلال الأعياد عبر الهواتف الذكية. ويعتمد 74% من المستهلكين على شبكات التواصل الاجتماعي لاتخاذ قرارات الشراء. وهذا الأمر ساهم بتفوق المتاجر التي تتواجد على شبكات التواصل الاجتماعي في المبيعات بمتوسط 32% مقارنة مع تلك التي لا تعتمد على الشبكات الاجتماعية.
خاتمة:
في النهاية يجب معرفة أن أسواق التجارة الإلكترونية في 2021 سوف تشهد عدة أشياء من بينها ارتفاع واضح في تكلفة اكتساب العملاء الجدد. على الرغم من أن المتوقع أن ينخفض إجمالي الإنفاق الإعلاني العام بنسبة تقدر بـ 20 في المئة. إلا أن الإعلانات الرقمية من المتوقع أن تزيد بنسبة تقدر بـ 13 في المئة. كما أن المستهلكين في جميع أنحاء العالم يقومون حاليًا بشراء سلع نادرا ما كانوا يقومون بشرائها عبر الإنترنت ما قبل انتشار وباء كورونا. ومن بينها منتجات البقالة والصحة والنظافة ومستلزمات المنازل.
اشياء اخرى ايضًا سيتم وضعها في الاعتبار. من بينها أن وباء كورونا تسبب في تضخيم رغبة المستهلكين في الحصول على الراحة والخدمات الفورية. وما سيتم تحديد الاستمرارية لتلك التحولات هو شيء واحد فقط. وهو مدى رضا المستهلكين عن التجارب عبر الإنترنت. لذا أحرص على أن تقدم أفضل تجربة ممكنة لعملائك.
فضلاً عن هذا وذاك. فإن إطلاق العنان لمستقبل البيع بالتجزئة خاصةً عن طريق التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت. سوف يأتي (بدون شك) من خلال استخدام التقنيات الحديثة التي ترفع من نسب الثقة في معاينة وتجربة المنتجات من عدة زوايا مختلفة. وهذا ما يفتح الباب أمام تقنية الواقع المعزز augmented reality (AR) التي لا شك أنها واحدة من التقنيات التي تساعد في ذلك. والتي تطبقها شركات كبرى في العالم مثل شركة آبل التي تقدم تجربة ممتازة لعرض أجهزتها المختلفة من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بها. وهو ما تقوم به عددًا من الشركات الآخرى ايضًا.
المصادر:
_سارة بالساكر . مذكرة ماستر . التجارة الالكترونية و أفاق تطورها في البلدان العربية . دراسة حالة الجزائر جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي . شعبة علوم تجارة سنة 2014 / 2015 .