انترنت الأشياء… هل ستتحكم التقنية في مستقبل البشرية؟
انترنت الأشياء “Internet of Things” مصطلح جديد طفا الى السطح حديثا. حيث تزايد الحديث عنه في الآونة الأخيرة والمعروف اختصارًا بـ IoT، ليصبح أحد أهم تخصصات المستقبل التي بدأت بالفعل بالانتشار في يومنا هذا. وعلى الرغم من انتشاره الواسع، إلاّ أنّ هذا المفهوم لا يزال غامضًا لدى البعض ويجهل الكثيرون آلية عمله وميزاته ومجالاته.
إن النمو المذهل الذي شهده قطاع الانترنت بمختلف تطبيقاته والخدمات التي يقدمها. وتوسع نطاقه. لم يكن كافيا لمقدمي الخدمات ومزودي التطبيقات بل اتسع البحث لإيجاد مساحة جديدة لم تكن موجودة سابقا. ولا تستدعي الارتباط بالشبكة فقط بل تعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتشكيل علاقات أكثر تطورا وتعقيدا بين مختلف الأشياء. أطلق على هذا النظام إنترنت الأشياء IOT وأصبح سريعا واحدا من التعبيرات الأكثر شيوع وربما الأكثر تعبيرا عن الأعمال والتكنولوجيا. وسيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد من خلال تحويل العديد من الشركات إلى الشركات الرقمية و تسهيل نماذج أعمال جديدة. حيث يتم ربط مختلف الأشياء بالانترنت ليس من خلال أجهزة الكمبيوتر فقط بل تطورت إلى شبكة من الأجهزة بمختلف الأنواع والأحجام مثل الهواتف والأجهزة المنزلية ولعب الأطفال والكاميرات والأدوات الطبية والأنظمة الصناعية. الحيوانات . الناس . المباني . كل شيء متصل. ويتم التواصل وتبادل المعلومات على أساس البروتوكولات الخاصة بها من أجل تحقيق إعادة تنظيم مختلف الاتصالات والعلاقات بطريقة ذكية وفي وقت قياسي.
أولا_ماهي انترنت الأشياء وماهي استخداماتها في حياتنا اليومية:
1_ما هو انترنت الأشياء؟
يعرّف إنترنت الأشياء ويشار له اختصارًا بـ IoT بأنه مفهوم حاسوبي يعبّرعن فكرة اتصال مختلف الأجهزة المادية بشبكة الإنترنت وقدرة كلّ جهاز على التعريف بنفسه للأجهزة الأخرى. إنها شبكة افتراضية تجمع بين مختلف الأشياء المصنفة ضمن الإلكترونيات. البرمجيات. أجهزة الاستشعار. المحرّكات وتصل بينها عن طريق الانترنت. الأمر الذي يتيح لهذه الأشياء إمكانية تبادل البيانات فيما بينها. من الجدير بالذكر أنّ مصطلح “الأشياء” في إنترنت الأشياء لا يقتصر على الجمادات والأجهزة الصغيرة وحسب. فقد يكون “الشيء” شخصًا يحمل معه جهازًا لمراقبة نبضات القلب مثلاً. أو طفلاً يحمل جهاز تتبّع. سيارة مزوّدة بأجهزة استشعار. أنظمة الإضاءة في المنازل ومراكز التسوّق الكبرى. ماكينات البيع وغيرها. باختصار يشمل المصطلح كلّ شيء قد يخطر على البال
وعلى الرغم ممّا يبدو على هذا المفهوم من بساطة. إلاّ أنّ عالم انترنت الأشياء عالم معقّد للغاية ويصعب تعريفه بجملة محدّدة. فهو يعني على المستوى التقني. عملية جمع كميات ضخمة من البيانات العشوائية من مختلف الأشياء الموصولة بشبكة الانترنت وتحليلها ومن ثمّ التنبؤ بسلوكها في المستقبل. ويشتمل ذلك على العديد من البروتوكولات. ولغات البرمجة.
ويوضّح مفهوم إنترنت الأشياء مدى تأثير الشبكة العنكبوتية على العالم في المستقبل القريب. بفضل انترنت الأشياء. ستصبح أغلب الأجهزة الإلكترونية مستقلّة بذاتها ولا تحتاج لأي تدخّل بشري. ستتمكّن هذه الأجهزة من الإبلاغ عن أعطالها بنفسها وإصلاحها بمفردها. ويتوسّع المفهوم ليشمل كلّ ما يخطر ومالا يخطر على البال. بدءًا من السيارات التي تقود نفسها بنفسها. نظام الإضاءة في المنزل. ووصولاً حتى إلى خزانتك التي ستقترح عليك أيّ الثياب ستلبس اعتمادًا على درجة حرارة الجو ومدى تأثرك بالبرد أو الحرّ
إنترنت الأشياء. ليس برنامجًا حاسوبيًا أو جهازًا واحدًا أو نوعًا محددًّا من التكنولوجيا. إنه مفهوم شامل يتضمّن دمج عدّة أجهزة. وبرمجيات وشبكات معًا للحصول على النتائج المرجوة. حيث يشتمل نظام IoT متكامل على أربع مكوّنات رئيسية كالتالي: أجهزة استشعار (أو أي نوع من الأجهزة المادية الأخرى). اتصال بشبكة الإنترنت. برنامج لمعالجة البيانات. واجهة مستخدم.
2_كيف تعمل انترنت الأشياء؟
أمّا عن آلية عمل إنترنت الأشياء. فتبدأ بأجهزة الاستشعار التي تبدأ بجمع البيانات من بيئتها المتواجدة فيها. ثمّ يتمّ إرسال هذه البيانات إلى السحابة Cloud وهي شبكة ضخمة من الخوادم الخارقة التي تقدّم خدمات مختلفة للأفراد والشركات. حيث ترتبط أجهزة الاستشعار بالخوادم بطرق مختلفة قد تشكل: الهواتف الذكية. الأقمار الصناعية. الإنترنت اللاسلكي WiFi. البلوتوث وغيرها.
بمجرّد أن تصل البيانات إلى السحابة. يتمّ معالجتها باستخدام إحدى برمجيات تحليل البيانات. قد تكون عملية معالجة هذه البيانات بسيطة أو معقدة. ويعتمد ذلك على كمية ونوع البيانات التي تمّ الحصول عليها. وأخيرًا ترسل النتائج إلى المستخدم النهائي في شكل تنبيه معيّن. حتى يقوم المستخدم بتغيير أو تعديل إعدادات أجهزة الاستشعار. وأحيانًا يتمّ تعديل أجهزة الاستشعار بشكل أوتوماتيكي دون الحاجة للتدخل البشري. انترنت الاشياء في حياتنا لن يقتصر مفهوم إنترنت الأشياء في السنوات القليلة القادمة على مناحي الحياة العلمية والتقنية فحسب. بل سينتشر تدريجيًا ليصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية. وبعد أن كان مصطلحًا معقّدًا يجهله الكثيرون سيصبح أمرًا روتينيًا طبيعيًا لا يمكن الاستغناء عنه.
في المنزل تخيّل أن تستيقظ يوميًا في الساعة السابعة صباحًا للذهاب إلى عملك.
حيث يتكفّل منبّهك الذكي بإيقاظك في هذا الوقت بالضبط إلاّ في حال حدث خلل ما. مثلاً. تمّ إلغاء القطار الذي ستستقلّه لسبب ما. وعليه فسيتعيّن عليك أن تقود سيارتك. لكنّ المشكلة تكمن في أنّ الذهاب بسيارتك سيستغرق وقتًا أطول للوصول إلى مكان عملك… أو ربّما الطقس ماطر اليوم. لذا سيكون عليك اتخاذ الحيطة والحذر والقيادة بشكل أبطأ.
في مثل هذه الحالات. سيكون منبّهك الذكي الذي يعدّ جزءًا من منظومة انترنت الأشياء على أهبة الاستعداد لضمان وصولك إلى عملك في الوقت المناسب. بغضّ النظر عن كلّ هذه الظروف. سيكون قادرًا على معرفة ما إذا كان قطارك سيأتي في موعده أم لا. أو إذا كان الطقس ماطرًا أو عاصفًا. وسيحلّل جميع هذه البيانات ويجري حسابات معقّدة لتقدير الوقت الذي تحتاجه للوصول. وبناءً عليه سيضبط نفسه ليوقظك في الوقت المناسب. ليس هذا وحسب. بل قد ينسّق منبّهك الأمور مع آلة تحضير القهوة. وإذاعة الراديو المفضّلة لديك وخزانة ثيابك.
3_كيف ستؤثر انترنت الاشياء على حياتنا اليومية:
تعرف ثورة الموبايل والشبكات الاجتماعية التي نعيشها حاليا في بعض الأوساط التقنية بإنترنت البشر internet of people. أما الموجة القادمة فهي انترنت الأشياء internet of things . فكما أن انترنت البشر تربط الناس ببعضهم عبر أجهزتهم النقالة أو حساباتهم على الشبكات الاجتماعية فإنترنت الأشياء تربط الأشياء بمسمياتها المختلفة بالإنترنت حيث تخلق لها فضاءا افتراضيا.
سوف يخلق اتصال الأشياء بالإنترنت تطبيقات جديدة وبيئات ذكية مختلفة بل وأعمال ونماذج تجارية جديدة فمثلا سوف تمكن انترنت الأشياء التطبيقات الصناعية من توقع واكتشاف أعطال الآلات قبل وقوعها وبالتالي تخفيض زمن الأعطال بشكل كبير. وفي المجال الصحي سوف تمكننا انترنت الأشياء من خفض التكاليف عبر مراقبة المرضى عن بعد والعمل بشكل أكثر فعالية عبر فهم أدق وأعمق لتأثير العوامل المختلفة على الأمراض المختلفة كالأمراض المزمنة وغيرها. أما في المدن الذكية فيكن مراقبة جودة الهواء والتلوث وتقليل الغازات المنطلقة من عوادم السيارات الباحثة عن موقف مثلا عبر استخدام المواقف الذكية. و في المجال الزراعي يمكن المحافظة على المخزون المائي وزيادة الانتاج وخفض التكاليف. أما في النقل والدعم اللوجستي يمكن مراقبة البضائع والعوامل التي تؤثر عليها أثناء نقلها.
كما أن تطبيقات انترنت الأشياء يمكنها أن تتفاعل مع بعضها وعبر المجالات المختلفة فيمكن لتطبيق صحي أن يستفيد من البيانات التي تنتجها تطبيقات المدن الذكية وهكذا إذن الهدف النهائي لإنترنت الأشياء هو وجود منصة تحوي جميع البيانات من المجالات المختلفة وتتيح للمطورين تطوير تطبيقات إبداعية وجديدة معتمدة على هذه البيانات.
_ المدن الذكية Smart Cities:
تتيح تكنولوجيا إنترنت الأشياء تطوير خدمات المدن كالشبكات الكهربائية والمائية وكذلك شبكات تنظيم المرور. بحيث تكون قادرة على التبليغ عن الأضرار والحوادث على الطرقات واتخاذ الإجراء المناسب. بل وأن هناك نوع من السيارات الذكية تستشعر الحوادث فتعطي إشارات لتفاديها. حيث تتعرف السيارة على حواف وأرصفة وإشارات الطرق واتخاذ قرارات بالسير أو الاصطفاف من دون تدخل السائق. كما يستطيع حاسوب متخصص في ورشة صيانة سيارات من التفاهم (التراسل) عن بُعد مع سيارة. لكشف خطأ فيها دون ما حاجة للسيارة لزيارة الورشة.
كما ويمكن لرشاشات المياه في الحدائق العامة أن تقوم بالري. بل وتستشعر من حساس الرطوبة والحرارة. فتقوم برش الماء لتلطيف الجو.
إن انترنت الأشياء تقدم خدمة تحول مدن حضارية مدنية. تمتاز ببنية تحتية جيدة مؤهلة لاستقبال التكنولوجيا بها إلى مدن ذكية. يمارس من خلالها الازدهار. وتحقيق جودة الحياة التي تناشدها الشعوب.
_ البيوت الذكية Smart Home :
يمكن من خلال تقنية انترنت الأشياء تشغيل التكييف والإضاءة واعداد الطعام وري الحدائق والكشف على محتويات الثلاجة والتنبيه بانتهاء الغذاء فيها. بل ويمتد لطلب قائمة بالأغذية من المراكز الغذائية. حيث يمكن للثلاجة التراسل مع مركز التسوق وشراء المستلزمات وتوصيلها بلا تدخل بشري. فالتفاهم بين الأشياء باستخدام بروتوكول الإنترنت شيء أساسي.
_ الرعاية الصحية Health Care:
من خلال تقنية انترنت الأشياء يمكن متابعة المرضى في منازلهم. وإرسال الأدوية لهم. بل وصرف الأدوية لهم من الصيدليات الذكية قبل نفاذ كميتها.
فمريض السرطان والسكري والضغط لكل منهم جهاز خاص بهم يتابع المؤشرات الحيوية والصحية. ويرسل تقارير للأطباء بحالتهم. ومدى تنبؤ أي خطورة في وضعهم الصحي. وقد عبر بروس جونسون رئيس قسم الجمعية الأمريكية للأورام مدى فائدة وسلامة أولئك المرضى عن أولئك الذين يتلقون زيارات طبية منزلية. حيث أن مستشعرات المرض ترسل إشارات سريعة للهيئة الطبية لاتخاذ اللازم.
كذلك يمكن للشخص أن ينقذ نفسه في حال تعرض لسكته قلبية باستخدام أحدث تقنيات انترنت الأشياء الصحية. وتبين دراسة قام بها مجموعة من الأطباء عام 2019 مدى فائدة هذه التقنيات. حيث صمم الأطباء جهاز يعرف ب Support Vector Machine من تمييز صوت شهيق المحتضر. من خلال تقريب فمه للهاتف فيقرأ الجهاز حالته. ويبلغ طبيب الطوارئ باتخاذ اللازم.
_ الخدمات التعليمية Educational Services :
قامت المؤسسات التعليمية بتوظيف إنترنت الأشياء في التعليم لتحسين جودة التعليم المقدم. ولجعل المهام سواء التعليمية أو الإدارية أكثر فعالية. و منه ظهرت مصطلحات مستحدثة مثل الفصول الافتراضية والمكتبات الذكية والجامعات الافتراضية والكتب الإلكترونية. واُستخدمت تقنيات عالية الجودة كالسبورة التفاعلية والطابعات الثلاثية الأبعاد والإضاءة الذكية وأنظمة التبريد والتدفئة التلقائية وبطاقات الهوية البيومترية التي تدعم RFID وتتبع الحضور والكاميرات الأمنية وما إلى ذلك.
وفي هذه الأنظمة يظل الطالب متصلا بشكل دائم بمناهجه وأساتذته. حيث تُرسل له رسائل بجداوله وواجباته. واقتراحات للانضمام لدورات شخصية وتطويرية وموضوعات أكاديمية. كفرص التدريب المختلفة.
ثانيا_كيف سيكون تأثير إنترنت الأشياء على العالم؟
تعتبر تكنولوجيا إنترنت الأشياء IOT الثورة الرابعة للمعلومات، بعد تلك الموجودة في أجهزة الكمبيوتر والإنترنت وشبكات الجوال. والتي كانت المشغل الأساسي للإنترنت. ومع التقدم في الاتصالات دخل الإنترنت معظم الأشياء حولنا. فأصبحت هناك وسيلة تتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها من خلال المستشعرات والحساسات وأدوات الذكاء الصناعي المختلفة وغيرها.
يرى مهندس شاب في ولاية ماريلاند أن إشارات المرور الذكية تقضي على الطرق المزدحمة. في موسكو تلتقط كاميرات الويب (Webcams) مراكز الاقتراع لمنع تزوير أصوات الناخبين. تُنبه أجهزة استشعار الزرنيخ سكان القرى إلى تلوث الأبار عبر المناطق الريفية في بنغلادش. أدى ظهور إنترنت الأشياء إلى جعل كل تلك الحالات ممكنة. بدأ إنترنت الأشياء في دول العالم الأول في المنازل والمستشفيات الإلكترونية وخطوط التجميع. ولكن مع تقدم العالم النامي وانتشار إنترنت الأشياء، فإن آفاقه لتحفيز التنمية في الاقتصادات الناشئة تخفي مخاطر كبيرة.
1_إنترنت الأشياء سيسهل حياة البشر مع البدء فى استخدام الـ 5G:
تتوقع مؤسسة “جارتنر” للأبحاث العالمية. أن تنمو سوق النقاط الطرفية لإنترنت الأشياء فى قطاع المركبات والمؤسسات لتصل إلى 5.8 مليار وحدة فى العام 2020. ما يشكل نمواً بنسبة 21 بالمائة مقارنة بالعام 2019. كما أن أعداد تلك الوحدات ستصل إلى 4.8 مليار مع نهاية العام 2019 بزيادة تصل إلى 21.5 بالمائة مقارنة بالعام السابق 2018.
وانتشر مصطلح انترنت الأشياء Internet Of Things فى العالم خلال السنوات القليلة الماضية فيما يعمل مصممى الشبكات والشركات العالمية المتخصصة فى حلول تقنية المعلومات على تطوير تطبيقات لدعم نشر هذه التقنيات. وسط توقعات بأن يصل عدد الأجهزة المتصلة لنحو 60 مليار جهاز فى العالم بحلول عام 2021 مع بدء استخدام الجيل الخامس للمحمول 5G والذى من المتوقع أن يعطى سرعات فائقة فى نقل البيانات. وهو ما يطرح التساؤلات فى ماذا سيفعل انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعى فى حياة البشر مستقبلا.
و سيشكل قطاع المرافق الخدمية أكثر الأسواق استهلاكاً للنقاط الطرفية لإنترنت الأشياء. بما يقارب 1.17 مليار وحدة فى العام 2019. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 17 بالمائة فى العام 2020 ليصل إلى 1.37 مليار وحدة.
وفى تعليق له قال بيتر ميدلتون. المدير الأعلى للأبحاث لدى جارتنر: “من شأن النقاط الذكية لقياس استهلاك للكهرباء. المستخدمة فى المنازل والشركات. أن تدفع بالطلب على النقاط الطرفية لإنترنت الأشياء فى قطاع المرافق الخدمية خلال العام 2020. يليها فى المرتبة الثانية تلك المستخدمة فى ميدان أمن المنشآت. حيث سيرتفع الطلب على الوحدات المستخدمة فى تطبيقات كشف حالات الاختراق الأمنى للمبانى والمراقبة الأمنية داخل المباني”.
أما من ناحية النمو فيأتى قطاع أتمتة المبانى على رأس القائمة حيث ستشهد نقاط الإضاءة المتصلة أعلى نسبة نمو فى العام 2020 لتصل إلى 42 بالمائة. تليها نقاط العناية الصحية والمركبات. التى ستنمو بنسبة 31 بالمائة و29 بالمائة على التوالى فى العام 2020.
2_تطبيقات إنترنت الأشياء فى الدول النامية:
تتعلق التطبيقات الأكثر فاعلية لإنترنت الأشياء في الدول النامية بالحاجات الأساسية. حيث ترصد أجهزة الاستشعار المتصلة بالإنترنت في أفريقيا وآسيا شبكات المياه والصرف الصحي وتُعلم السلطات عند حدوث أعطال. وفي الوقت نفسه يمكن لأجهزة الاستشعار في التربة أن تساعد المزارعين على تحسين استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة وتخفيض التكاليف وزيادة المحصول. وربما إنقاذ ملايين الأرواح من سوء التغذية. وبوجود 2.4 مليار إنسان بدون إمدادات ثابتة من المياة والغذاء. فإن زيادة إمكانية الوصول لإنترنت الأشياء تعد من بين أهم العوامل التي تساعد في الحد من سرعة حدوث الفقر. تعتزم أحدث مشاريع إنترنت الأشياء أن تٌحدث ثورة في مجال الرعاية الصحية. قد تؤدي ثلاجات حفظ اللقاحات المتصلة بالإنترنت إلى إنقاذ ملايين الأرواح وتقليل تكاليف الرعاية الصحية. من خلال المساعدة في حل مشاكل سلسلة التوريد التي تجعل نصف اللقاحات غير صالحة للاستعمال.
يمكن للعلامات الإلكترونية على شاحنات الأدوية أن توقف توزيع الأدوية المزيفة المسؤولة عن عشرات الآلاف من الوفيات سنويًا في البلدان النامية. كما يوضح جيريمي باروفسكي (Jeremy Barofsky) فإن هذه الفوائد الصحية «تحسن النتائج الاقتصادية من خلال. زيادة إنتاجية العمل وأداء أفضل ودعم أكبر للتعليم والادخار» مما يؤدي إلى خفض معدلات الوفيات وتسريع التنمية.
_تحديات إنترنت الأشياء في الدول النامية:
مع ذلك قد تفشل هذه التقنيات من إفادة الكثيرين في العالم النامي. حيث لا تزال البلدان الفقيرة تعاني من ضعف الوصول إلى الإنترنت وقلة الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اللازمة لإنترنت الأشياء. علاوة علي ذلك فإن اللوائح التي أقرها البنك الدولي لإنترنت الأشياء تعتبر غير كافية على الإطلاق بهذه الدول. كذلك نقص العمالة الماهرة مما يجعله من المستحيل الحفاظ على سلامة هذه الأنظمة والمصممة لبلدان أكثر ثراءً. حين تكون حتى البنية التحتية في البلدان المتقدمة عرضة للهجمات الإلكترونية. فإن التوسع السريع في إنترنت الأشياء. في المناطق التي لا تملك الموارد اللازمة لمواجهة التهديدات الجديدة. يمكن أن يكون سبب لحدوث الكوارث. بداية من الهجمات الإرهابية إلى برامج الفدية (Ransomware) والتسريبات الهائلة للبيانات. فإن ثغرات الأمن الإلكتروني التي تسببها الشركات والحكومات المتحمسة ستكلف الاقتصاد العالمي تريليونات الدولارات في السنوات القادمة. مما يؤدي إلى إعاقة التنمية وتقليص الاستثمار الأجنبي.
حتى مع وجود ضمانات. قد تظل بعض مشاريع إنترنت الأشياء الطموحة ضارة بفقراء العالم. وكما كتب روبرت هولاندز (Robert Hollands) الأستاذ بجامعة نيوكاسل (Newcastle University) نظراً لأن مشاريع إنترنت الأشياء يرعاها في المقام الأول أغنى شرائح المجتمع. فإن المبادرات واسعة النطاق لإنترنت الأشياء غالبًا ما تفشل في النظر إلى «المشكلات الخطيرة. مثل الفقر وعدم المساواة والتمييز».
على سبيل المثال. من المحتمل أن يؤدي اقتراح الهند بشأن (المدن الذكية) إلى خلق ما يسميه المنتقدون «الفصل العنصري الاجتماعي». وبالإضافة إلى ذلك. فإن المزارعين الفقراء غير قادرين على تحمل تكاليف أجهزة الاستشعار الزراعية المصممة للمزارع الكبيرة. ما يتيح لمزارع الشركات المملوكة للأجانب ميزة لا يمكن تجاوزها. ويترك السكان المحليين عاطلين عن العمل ويعانون من نقص المحاصيل الزراعية.
3_انترنت الأشياء في دول الخليج:
بافتراض أن سوق مجلس التعاون الخليجي لإنترنت الأشياء يعادل 1% فقط من إجمالي السوق العالمية. وهو رقم محافظ مقارنة بالمعدلات السابقة. التي ترتكز على تقديرات شركة ماشينا المحافظة. وبافتراض أن مستوى انتشار إنترنت الأشياء في بلدان مجلس التعاون الخليجي سيتناسب مع المعدلات العالمية في المستقبل. فمن المتوقع أن يبلغ عدد الأجهزة التي تستخدم إنترنت الأشياء في بلدان مجلس التعاون الخليجي نحو 270 مليون جهاز. وأن تبلغ قيمة المبيعات فيها نحو ثلاثين مليار دولار عام 2025.
يتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تزايدا كبيرا في عدد الأجهزة المتصلة من خلال إنترنت الأشياء. وسيزداد بالتالي حجم المعلومات التي سيتم تبادلها بسرعة فائقة. فهل سيتحدث الجميع لغة واحدة هي الإنجليزية؟
لا شك أن اهتمام الشركات الكبرى بتوفير إمكانية تخاطب أجهزتها بلغات عديدة ستمثل أولوية بالنسبة لها. وسوف تحظى اللغة العربية باهتمام كبير نظرا لأن معظم بلدان مجلس التعاون الخليجي -وخاصة دولتي الإمارات وقطر– تبنت مفاهيم المدن الذكية التي تتطلب استخداما مكثفا لإنترنت الأشياء. بل بدأت بالفعل في استخدامها من خلال مشاريع ربط ومراقبة العمليات الصناعية والأمن والمباني الذكية ومواقف السيارات الذكية وحركة المرور وحاويات النفايات الذكية. بل بدأت إنترنت الأشياء تتسلل نحو الاستخدامات المنزلية. وإن بشكل خجول.
فكيف ستحل الشركات العالمية معضلة تخاطب أجهزة إنترنت الأشياء بلغات غير الإنجليزية؟ سيكون ذلك على الأغلب باستخدام الترجمة الآلية. الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الطلب على تقنيات الترجمة إلى اللغة العربية. مع ازدياد عدد الأجهزة التي تستخدم إنترنت الأشياء في البلدان العربية.
وتعتبر حاليا أفضل حلول الترجمة من اللغة العربية وإليها هي تلك التي توفرها غوغل من خلال ترجمتها الآلية الإحصائية. وربما يفي مستوى هذه الترجمة بغرض فهم المعنى في حالات كثيرة. لكنه لا يزال بعيدا جدا عن مستوى الترجمة البشرية.
_بلدية دبي تطلق تطبيق انترنت الأشياء وتطبيق الواقع الافتراضي :
شهد اليوم الثالث من معرض جايتكس عرض بلدية دبي تطبيق جديد وهو إنترنت الأشياء Internet of Things. مصطلح برز حديثا يُقصد به الجيل الجديد من الإنترنت الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها مثل الأدوات والمستشعرات والحساسات وأدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة وغيرها بما يتخطى تواصل الأشخاص مع الحواسيب والهواتف الذكية عبر الشبكة ومن خلال بروتوكول الإنترنت.
ما يميز إنترنت الأشياء أن الشخص يستطيع التحكم في الأدوات من أي مكان وفي أي وقت دون الحاجة إلى التواجد في مكان محدّد للتعامل مع جهاز معين.
وتعتبر هذه صور من أول مشروع رائد لانترنت الأشياء بمبادرة حكومة دبي الذكية وبلدية دبي. في مرحلته الأولى في المقاصب ببلدية دبي للقياس المستمر للحرارة والرطوبة في مواقع الذبح وفي غرف التبريد وغرف التجميد.
وتقوم المنظومة بتسجيل البيانات بشكل مستمر على مدار الساعة في قواعد البيانات التي تدعم القرار ويمكن استقراء ترابطاتها مع بيانات باقي العوامل المؤثرة في سلامة الغذاء وهي الغاية النهائية للمشروع عبر متابعة المكونات المنتجة محليا وتلك المستوردة لتامين المعلومات حول سلامة غذاء جميع سكان دبي في المطاعم والمنازل والصناعات الغذائية.
كما عرضت بلدية دبي تطبيق الواقع الافتراضي:
أو المتخيّل الثلاثي الأبعاد ويعتبر متحف أثار ساروق الحديد بالبلدية أول متحف في المنطقة (الإمارات والشرق الأوسط) تطبق هذه التقنية العالية الدقة. هذه التقنية تعرض من خلال الموقع الالكتروني للمتحف للترويج والتحفيز لزيارة المتحف من خلال المحاكاة التي تتضمن معلومات حسية إضافية مثل الصوت من خلال مكبرات الصوت أو سماعات الرأس.
والتقنية تركز على القطع الأثرية تم تصويرها بطريقة ثلاثية الأبعاد وبها معلومات عن لقطع الأثرية. توحي للزائر انه بداخل المتحف. كمل تك التركيز على المبنى كونه مبنى اثري أصيل من ضمن مباني دبي الأصيلة (بيت المرحوم الشيخ جمعه بن مكتوم آل مكتوم ١٩٢٨) والتقنية لا تغني عن زيارة المتحف الأساسي الكائن في منطقة الشندغة التاريخية.
كما تم عرض البيانات الذكية للأعمال وهو عبارة عن نظريات ومنهجيه وتقنيات بقدرتها على التعامل مع الأحجام الهائلة من البيانات. وتحوّل البيانات الأولية من العمليات اليومية في الماضي والحاضر واستقراء التوقعات المستقبلية إلى معلومات مفيدة ذات معنى لدعم اتخاذ القرار في تحديد وتطوير وتنفيذ إستراتيجية عبر استخدام وتحليلات.
في منصة دبي مدينة ذكية ضمن معرض جايتكس ٢٠١٧ عرض لهذه البرمجيات في بيانات عمليات التفتيش على المواد الغذائية عبر السنين. كدعم لهدف توفير امن وسلامة الغذاء لسكان دبي في البيوت والمطاعم و الصناعات الغذائية. بما يتكامل مستقبلا مع مبادرة انترنت الأشياء المعروضة كذلك.