التجارة التقليدية في ظل تحديات التجارة الالكترونية

من خلال التجارة الالكترونية، نجد ان التكنولوجيا لا تحقق أهدافها إلا إذا أقبل الناس عليها. واندمجوا في مجالاتها وامتزجت بنسيجهم الاجتماعي. وصارت قريبة منهم لا تفرق بين صغير وكبير. ولا يكون ذلك إلا إذا فتحت هذه التكنولوجيا أبوابها للناس على اختلاف قدراتهم. فوجدوا أنفسهم فيها ووجدت هي نفسها فيهم. وتعد التجارة الإلكترونية من أهم نتائج تكنولوجيا المعلومات في هذا العصر. وقد أدى استخدامها في المعاملات التجارية إلى تغيرات اقتصادية. واجتماعية، ونفسية،  أفرزت نمطاً جديداً من التسوق. كما خلقت فرص عمل جديدة، وغيرت بيئة العمل التقليدية.

من خلال ذلك، اصبح كثيرون يرون أن التجارة التقليدية محكوم عليها بالفشل مقارنة بالتجارة الالكترونية. بعدما صارت التكنولوجيا تتحكم في كل شيء في العالم. إلا أنه لايزال عدد كبير من الأشخاص يفضلون المتاجر الواقعية عن التجارة الإلكترونية.

وفي الواقع، فإن مبيعات التجارة التقليدية أكبر 10 مرات من مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة. إلا أن التجارة الالكترونية تنمو بمعدل أسرع 3 مرات عن التجارة التقليدية.
 ويفضل 51% من الأمريكيين التجارة الإلكترونية. في حين يفضل 49% منهم المتاجر التقليدية. وصارت نسبة كبيرة من جيل الألفية (67%) يفضلون التسوقمن خلال التجارة الالكترونية واستغنو عن المتاجر التقليدية. وذلك وفقًا لتقرير نشرته “إنتربرينيير”.

أولا_ماهية التجارة:

تعد التجارة من أهم وأعرق الأنشطة التي مارسها الإنسان منذ القدم. والتي كانت سببًا في حدوث تطورات كبيرة في نظام الحياة الإنسانية للأفراد في مختلف أرجاء العالم.

1_ تعريف التجارة:

يطلق مصطلح التجارة على الأعمال التجارية التي يتمّ من خلالها بيع وشراء السلع والخدمات. وتُعدّ التجارة إحدى فروع الأعمال. وقد تتمّ التجارة في نطاق ضيّق داخل السوق المحلي. أو خارج حدود البلد. وقد يكون أحد أطراف التجارة أشخاص. أو شركات، أو بلدان. وتختص التجارة بعملية  توزيع البضائع المُنتَجة.  ويندرج تحت مصطلح التجارة أنظمة تُطبّق محليّاً ودوليّاً. منها: الأنظمة القانونية،  السياسية،  الاجتماعية،  الاقتصادية،  الثقافية  والتكنولوجية. ويشمل مفهوم التجارة جميع العمليات المالية من بيع وشراء لمنتج معين.   غالبا تتم التجارة بالمنتج على نطاق دولي بين بلدان مختلفة.  تتأثّر التجارة من حيث نقل البضائع من مكان إلى آخر ببعض المزايا التي تضمن استمراريتها و توسّعها.

يمكن تعريف التجارة أيضا :  كما تُعرف في اللغة الإنجليزية باسم Commerce . على أنها تلك العملية المنظمة التي يتم من خلالها تبادل المنافع التجارية.  والسلع والخدمات. من أجل تعظيم الثروات وتحقيق المنافع الاقتصادية من العمليات التجارية المختلفة. وتختلف قيمة السلع التجارية التي يتم تبادلها بين الأطراف ذات العلاقة بناءً على القيمة المادية لكل سلعة. وبعض الظروف والعوامل التي تحدد أسعار السلع والخدمات التي يرغب الأفراد أو الكيانات الاعتبارية في الحصول عليها. أو المتاجرة فيها لاحقًا. وتختلف النطاقات التي يتم ممارسة العمليات التجارية ضمنها. حيث قد تتم ممارستها على النطاق المحلي المصغّر.  أو على النطاق الدولي أو على النطاق العالمي.  وهذا ما أدى إلى وجود كمية كبيرة من التبادل التجاري. والاتفاقيات التجارية الاستراتيجية بين العديد من الدول في العالم. بناء على ما تمتلكه هذه الدول من خدمات .أو سلع تجارية فريدة تحتاجها الدول الأخرى. في عمليات الاستهلاك أو التصنيع.

2_عناصر التجارة الرئيسية :

تحتاج أيّة عملية تجارية إلى عناصر رئيسية متكاملة. تجعل منها عمليةً ناجحةً. وهي كالآتي:

  • الإعداد: وذلك من خلال عمل دراسة شاملة تتضمّن معرفة نسبة نجاح التجارة في السوق. واستغلال فرص نجاحها. حيث تُبنى هذه الدراسة على الملاحظة. ضف الى ذلك الأبحاث. ثم اختبار الأفكار المتعلّقة بالتجارة. ثم تأسيس المحفظة المالية  والتخطيط التجاري.
  • الأداء: أيّ تطبيق الدراسة التي تمّ إعدادها في مرحلة الإعداد على أرض الواقع. وذلك بالبدء بالنشاط التجاري. مع مراعاة إعطاء التجارة حجمها المناسب في السوق.  التنبؤ بالمخاطر المحتملة والقدرة على تفاديها.   القدرة على التكيّف مع السوق وتقلّباته.
  • المراجعة: أيّ دراسة التداولات المالية سواء أكانت تداولات فردية أو شاملة. على مستوى السوق. وتُعتبر هذه الخطوة مهمّةً لتقييم الوضع. لتصحيح الأفكار حول السوق بناءً على النجاحات والأخطاء الحاصلة سابقاً.
  • إعادة التنظيم: وذلك من خلال تطبيق الأفكار الجديدة للتجارة التي تمّ التوصّل إليها من خلال المراجعة.  تفادي الأخطاء التي كانت موجودةً في السابق. ليكون الأداء الجديد أفضل.

3_أنواع التجارة :

  • التجارة الداخلية :

يُعبّر مفهوم التجارة الداخلية عن العمليات التجارية التي يتمّ فيها تداول السلع بين التجار في السوق المحلي. ضمن منطقة جغرافية محددة. وتُقسم التجارة الداخلية إلى نوعين، هما

تجارة الجملة: تكون كمية البضائع المُتاجر فيها في هذا النوع كبيرةً. حيث يشتري تاجر الجملة كميات كبيرةً من البضاعة من مُصنّعيها. ثمّ يبيعها لتجار التجزئة الذين بدورهم يبيعونها للمستهلكين. حيث يُشكّل تاجر الجملة حلقة الوصل بين المنتجين و تُجّار التجزئة.

تجارة التجزئة: تكون كمية البضائع المُتاجر فيها في هذا النوع من التجارة محدودةً.  بكميات أقل من بضائع تجارة الجملة. حيث يشتري تاجر التجزئة كميات تُناسب حاجة السوق ويبيعها للمستهلكين. حيث يُشكّل تاجر التجزئة حلقة الوصل بين تُجّار الجملة والمستهلكين.

  • التجارة الخارجية:

يُعبّر مفهوم التجارة الخارجية عن العمليات التجارية التي يتمّ فيها تداول السلع بين بلدين مختلفين. وتُقسم التجارة الخارجية إلى ثلاثة أنواع، وهي :

تجارة التصدير: تُشير هذه التجارة إلى النشاط الذي يتمّ بموجبه بيع البضاعة من داخل بلد ما إلى خارج حدودها.

تجارة الاستيراد: تُشير هذه التجارة إلى النشاط التجاري الذي يتمّ بموجبه شراء البضاعة من بلد آخر. وجلبها إلى البلد الموطن.

تجارة الترانزيت: تُشير هذه التجارة إلى النشاط التجاري الذي يتمّ من خلاله نقل البضاعة عن طريق تاجر وسيط .من بلد المنشأ إلى بلد آخر. لتتمّ معالجتها ثمّ نقلها إلى البلد المستورد..

ثانيا_ماهية التجارة الإلكترونية e-commerce:

1_تعريف التجارة الالكترونية:

هناك العديد من التعريفات للتجارة الإلكترونية، ولا يوجد تعريف موحد عالمياً بهذا الشأن.

إذ تعرفها منظمة التجارة العالمية:”بأنها مجموعة متكاملة من عمليات عقد الصفقات وتأسيس الروابط التجارية. وتوزيع وتسويق وبيع المنتجات الإلكترونية.

 بينما تعرفها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأنها:”صفقات تجارية تنجز من خلال الشبكات المفتوحة”.

كما يعرفها البعض على أنها:”نشاط تجاري يشمل توزيع وتسويق وبيع أو تسليم السلع والخدمات باستخدام الوسائل الإلكترونية”.

 كما تعرف أيضاً:”بأنها استخدام وسائل إلكترونية لتمكين عمليات التبادل. بما في ذلك بيع وشراء المنتجات والخدمات. التي تتطلب النقل في صورة رقمية أو مادية من مكان إلى أخر”.

بينما يرى البعض الأخر أنها:”تنفيذ بعض أو كل العمليات التجارية في السلع والخدمات. عبر شبكة الإنترنت والشبكات التجارية العالمية الأخرى. أي باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وهي وسيلة سهلة وسريعة لإبرام الصفقات التجارية الإلكترونية. سواء كانت التجارة في السلع والخدمات أو برامج الكمبيوتر”.

ولقد ظهر مصطلح التجارة الإلكترونية مع عدة مصطلحات مرادفة لها. مثل الأعمال الإلكترونية(e-business) وغيرها من المفاهيم الجديدة. التي أنتجتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. مما أدى إلى الخلط بينهما. والاعتقاد بأنه لا يوجد فرق بين التجارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية.

فالتجارة الإلكترونية هي البيع والشراء باستخدام الوسائط الإلكترونية الرقمية Digital Media. أما الأعمال الإلكترونية فإنها بالإضافة إلى التجارة الإلكترونية تشمل كلا من تطبيقات المكتب الرئيسي (التنفيذي). المعني برسم سياسات الشركة. وتطبيقات الأعمال الإدارية الخاصة بالشركة. والتي يتم إنجازها داخليا ولا يطلع عليها العامة مثل: الحسابات،

أعمال الخدمات، التخزين، والإدارة.

كما أن التجارة الإلكترونية كانت بنظر معظم المشاركات هي عملية التسوق عبر الإنترنت فقط. مما يدل على نقص الوعي الثقافي الخاص بالتجارة الإلكترونية عموماً.

ونستخلص مما سبق ذكره أنه يمكن تعريف التجارة الإلكترونية بشكل عام بأنها: “العمليات التجارية التبادلية التي تتم باستعمال الوسائل الإلكترونية”.

2_التطور التاريخي للتجارة الإلكترونية:

تعود بدايات تطبيقات التجارة الالكترونية إلى أوائل السبعينات من القرن الماضي. وأكثرها شهرة هو تطبيق التحويلات الالكترونية للأموال (Electronic Fund Transfers). ولكن مدى هذا التطبيق لم يتجاوز المؤسسات التجارية العملاقة. وبعدها أتى التبادل الالكتروني للبيانات(EDI). والذي وسّع تطبيق التجارة الالكترونية من مجرد معاملات مالية إلى معاملات أخرى. وتسبب في ازدياد الشركات المساهمة في هذه التقنية من مؤسسات مالية إلى مصانع وبائعي التجزئة. ثم ظهرت تطبيقات الاتصالات السلكية واللاسلكية مثل: بيع وشراء الأسهم.

ومع بداية انتشار الإنترنت في التسعينات من القرن الماضي. بدأ استخدام مصطلح التجارة الإلكترونية. ومن ثم تم تطوير تطبيقات التجارة الالكترونية بصورة كبيرة.

ومن عام1995م شاهدنا الكثير من التطبيقات المبدعة. والتي تتمثل في الإعلانات على الإنترنت والمزادات. وحتى تجارب الواقع الافتراضي. لدرجة أن كل شركة كبيرة أو متوسطة الحجم أنشئت لها موقع على شبكة الإنترنت. مثلا: في عام 1999م أنشئت شركة “جينيرال موتورز” General Motors أكثر من18000 صفحة من المعلومات على موقعهاwww.gm.com . وتحتوي على98000 وصلة إلى منتجات الشركة وخدماتها ووكلائها.

مر التطور التاريخي للتجارة الالكترونية عبر حقبتين زمنيتين أساسيتين نوجزهما فيما يلي :

الحقبة الأولى :

و تشير إلى الحقبة الزمنية الممتدة من عام 1995 و حتى 2000 و هي التي شهدت نموا متفجرا في التعاملات الالكترونية.  و المتعمدة أو الموجهة بالتقنية . حيث كان تركيز منظمات الأعمال منصبا بصفة أساسية على النمو العائد من تلك التعاملات.  و ذلك من خلال تبني استراتيجيات تعتمد على تواجد الكتروني فوري خاص.  في غياب ملموس للتشريعات الحكومية المختلفة . و المنظمة للأعمال الالكترونية .


الحقبة الثانية :

 و تتمثل في الحقبة الزمنية التي بدأت من عام 2001 و حتى وقتنا هذا.  حيث شهدت تحولات في نمط التعاملات إلى التوجه بالأعمال.  و اصبح تركيز منظمات الأعمال منصبا على تنمية الأرباح.  من خلال تبني استراتيجيات مختلطة. أي تعتمد على التواجد المادي للمنظمة في السوق. و تواجدها الالكتروني على شبكة الانترنت.  في ظل تشريعات حكومية منظمة للأعمال الالكترونية.
و بعد ما أصبحت الانترنت متاحة للجميع.  ستؤثر بدورها على درجة فاعلية التجارة الالكترونية . و التي ستكون في المستقبل السمة السائدة للتمتع التجاري في المجتمعات سواء عربية أو غير اجنبية.

3_أقسام التجارة الإلكترونية:

يمكن تقسيم التجارة الإلكترونية إلى أربعة فئات فرعية وهي :

  • التجارة الإلكترونية بين منشآت الأعمال(business_ to_ business):

ومن الأمثلة على الفئة الأولى من التجارة الإلكترونية. قيام شركة ما باستخدام الشبكة للحصول على طلبياتها من الموردين واستلام الفواتير وتسويتها.

  • التجارة الإلكترونية بين منشآت الأعمال والمستهلك(business_ to_ consumer):

وهي تتساوى مع التجارة الإلكترونية بالتجزئة. إذ شهدت هذه الفئة نموا واتساعاً متسارعين منذ ظهور الانترنت.

  • التجارة الإلكترونية بين منشآت الأعمال والمنظمات الحكومية(business_to _ administration):

وهي تغطي كافة التعاملات بين الشركات والمنظمات الحكومية. وفي الوقت الراهن تمر هذه الفئة بمرحلة الطفولة المبكرة.  إلا أنه يتوقع توسعها وانتشارها بسرعة. مع بدء استخدام الحكومات لعملياتها الخاصة لتعزيز الوعي بأهمية التجارة الإلكترونية وضمان ازدهارها.

  • التجارة الإلكترونية بين المستهلك والمنظمات الحكومية(consumer_ to_ administration):

وهذه الفئة لم تنشأ حتى الآن. إلا أنه وفي ظل تنامي استخدامات فئتي التجارة الإلكترونية بين منشآت الأعمال والمستهلك. والتجارة الإلكترونية بين منشآت الأعمال والمنظمات الحكومية. فإن الحكومات قد توسع نطاق التفاعل الإلكتروني. ليشمل مجالات أخرى مثل: مدفوعات الخدمة الاجتماعية. وورديات الضرائب التي تحسب ذاتياً.

3_فوائد التجارة الإلكترونية:

توفر التجارة الإلكترونية العديد من الفوائد للشركات، والزبائن، والمجتمع، ومن أبرزها نذكر الآتي:

  • التجارة الإلكترونية توسع نطاق السوق إلى نطاق دولي وعالمي. فمع القليل من التكاليف . فإن بوسع أي شركة إيجاد مستهلكين أكثر. ومزودين أفضل وشركاء أكثر ملائمة بصورة سريعة وسهلة. مثلا: في عام 1997م أعلنت شركة “بوينغ” عن توفير مالي قدره 20% من الكلفة الأصلية. وذلك بعد الإعلان عن الحاجة لمصنع من أجل صنع نظام جزئي للشركة. وقد كان الإعلان على موقع الشركة على الإنترنت. فاستجابت شركة مجرية لهذا الطلب. كان عرضت الشركة المجرية عرض أرخص وأفضل وأسرع من بقية الشركات.
  • تخفيض تكاليف إنشاء، معالجة،  توزيع، حفظ واسترجاع المعلومات الورقية.
  • القدرة على إنشاء تجارات متخصصة جدا. وعلى سبيل المثال: في الحالة الطبيعية فإن ألعاب الكلاب تستطيع أن تشتريها من أي محل يختص بالحيوانات. ولكن الآن تجد مواقع على الإنترنت متخصصة فقط في ألعاب الكلاب.
  • السماح بخفض المخزونات. عن طريق استعمال عملية السحب. ففي نظام السحب فإن العملية تبدأ بالحصول على طلب تجاري من قبل المستهلك. وتزويد المستهلك بطلبه من خلال التصنيع الوقتي المناسب Just-in-Time. كما أن عملية السحب هذه تسمح بتصنيع المنتج أو الخدمة. وفقا لمتطلبات المشتري وهذا يعطي الشركة أفضلية تجارية على منافسيها.
  • تخفيض الفترة الزمنية ما بين دفع الأموال والحصول على المنتجات والخدمات.
  • تخفيض تكاليف الاتصالات السلكية واللاسلكية، فالإنترنت أرخص بكثير من شبكات القيمة المضافة Value Added Networks.

ثالثا_الفروقات الجوهرية بين التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية:

نستطيع القول بأن التجارة الإلكترونية والتجارة التقليدية لا يختلفان في العناصر المتعلقة بشراء أو بيع السلع والخدمات. ولكن يختلفان في كيفية تنفيذ تلك العناصر. فكلنا يعمل بالتجارة التقليدية. التجارة التي يتداولها كل فردأو مؤسسة في حياتنا اليومية. وكلنا يعلم بأن التجارة التقليدية متعبة ، مرهقة و مكلفة،  فمصاريفها كثيرة كالإيجار ، الديكورات،  مصاريف الماء، الكهرباء ، النظافة  ومصاريف التسويق الباهظة . والتي عادةً ما تكون تسويق محلي. أي على مستوى المدينة التي تتواجد فيها المنشأة. أو على مستوى الدولة.

أما التجارة الإلكترونية  فإنها تتبع أسلوباً غير تقليدي في الوصول إلى الزبائن. غير أن طريقة ونوع التسويق فيها على مستوى العالم.
وهي أيضاً تحقق عائدات ضخمة.  يقابلها انخفاض كبير في التكاليف مقارنة بالتجارة التقليدية. فالتجارة الإلكترونية تتم من خلال سوق لربط الزبائن بالتجار. يتمثل في شبكة Marketplaces.
كما يمكن للشركات من خلال التجارة الإلكترونية القيام بإدارة أفضل لعمليات الشراء.  التوريد،  البيع،  النقل  والتأمين.
 كذلك يمكن من خلال التجارة الإلكترونية توفير معلومات يومية عن الزبائن. وهي تؤدي بلا شك إلى تخفيض تكلفة المعاملات التجارية. لأنها تلغي دور الوسطاء بين البائع والمشتري.
 الدفع غالباً في التجارة الإلكترونية يكون إلكترونياً . عبر بطاقات الائتمان ،التحويل البنكي والشيكات الإلكترونية.

يمكننا توضيح الفروقات الجوهرية بين التجارة الإلكترونية ونظيرتها التقليدية من خلال النقاط التالية:

الفروقات من حيث التكلفة:

تتميز التجارة الإلكترونية أنها لا تحتاج للكثير من النفقات لتمارس عملك التجاري فيها. على خلاف التجارة التقليدية . التي ينبغي عليك تكبد الكثير من المصاريف مثل الإيجارات، العمالة والمصاريف الإدارية.

الفروقات من حيث وسائل الدفع:

تختلف وسائل الدفع في كل من التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية. حيث تعتمد التجارة التقليدية بشكل كبير على المقابلة الشخصية. وجهًا لوجه. بخلاف التجارة الإلكترونية التي تعتمد على وسائل دفع مختلفة. مثل البنوك الافتراضية والبطاقات الائتمانية. بالإضافة إلى وسائل الدفع المستقلة. التي تتيح لك إمكانية إرسال واستقبال الأموال بشكل فوري وآمن عن طريق الإنترنت.

الفروقات من حيث الوصول الجغرافي:

إن قرارًا مثل توسيع عملك التجاري. وافتتاح فرعًا في مدينة أخرى يتطلب دراسة كبيرة .ومخاطرة أكبر. بالإضافة إلى دفع الكثير من المصاريف والنفقات. بخلاف القيام بذلك في عالم الإنترنت. أو ما يعرف بالتجارة الإلكترونية. التي لن تحتاج فيها إلى كل هذه الأمور حال قيامك بتوسيع عملك التجاري.

فالاستهداف الجيد لعملاءك مع القليل من النفقات. يتيح لك الوصول لأي مكان تريده في العالم. وبيع منتجك/خدمتك بكل سهولة.

الفروقات من حيث توفير الوقت والجهد:

مع التجارة الإلكترونية.  فإنك لن تحتاج أن تغادر منزلك للتسوق وشراء مستلزماتك.  فجهاز حاسوب أو هاتف محمول كاف لأن تتسوق بكل سهولة وراحة. كما يمكنك إتمام كل عمليات الشراء في دقائق. بدءًا من التسوق وانتهاءً بالدفع الإلكتروني الآمن والسهل. من خلال بوابات الدفع المختلفة .  

الفروقات من حيث التسويق والاستهداف:

لا يختلف اثنان بوجود فجوة كبيرة بين فعالية التسويق التقليدي. والتسويق الإلكتروني للأعمال التجارية. فالتسويق الإلكتروني يتيح لك سهولة استهداف الفئة المهتمة. على وجه الخصوص. بعكس التجارة التقليدية. التي تحتاج جهد جبار وأموال طائلة لتصل للفئة المهتمة بشكل دقيق.

الفروقات من حيث الأمان:

لا شك أن الأمان وقلة الاحتيال هو أحد مميزات التجارة التقليدية.  بعكس التجارة الإلكترونية التي يكثر فيها عمليات النصب والاحتيال.  لعدم وجود مكان فعلي لإتمام عمليات البيع والشراء وتسليم الأموال. وبالرغم من ذلك. فإن التطور التكنولوجي شمل أيضًا العمل على إيجاد حلول دفع الكتروني آمنة.

رابعا_خاتمة:

بدأت التجارة الإلكترونية في فرض سيطرتها على أسواق التجارة العالمية. لا سيما أن الأنماط الاستهلاكية في الوقت الراهن ساهمت في ذلك. بجانب عدد من العوامل المهمة التي تتسم بها هذه التجارة وتميزها عن التقليدية. خاصة مع ظهور فيروس كرونا المستجد. وعمليات الإغلاق واسعة النطاق في كل بلدان العالم.

فقد جعل التصفح عبر الإنترنت تجربة الشراء من خلال العديد من المنصات الإلكترونية أكثر سلاسة وكفاءة. وعلى العكس من عملية الشراء التقليدية. حيث يمكن للعميل التسوق عبر العديد من المواقع. واتخاذ قرار الشراء واختيار المنتجات. من خلال نقرات قليلة فقط من جهاز الحاسوب الخاص به.

من أهم هذه العوامل أولاً السرعة في الوصول. وهو عامل تفرضه طبيعة الشبكة العنكبوتية بشكل أو بآخر. وتعتمد عليه في تقديم المعلومة والبيانات للأشخاص. لذلك لا يمكن أن تصل التجارة التقليدية لذات المستوى من السرعة.

في حين يشكل قضاء الأشخاص لساعات طويلة يومياً على الإنترنت عاملاً ثانياً رئيساً. وهو ما يدفعهم للتوغل بالمواقع والمنصات الإلكترونية بشكل مستمر. ضف الى ذلك التنوع الموجود الذي يجده المستهلك على الإنترنت. يشمل عاملاً ثالثاً لتعزيز قوة القطاع وهيمنته على التجارة التقليدية.

ولدى التجارة الإلكترونية فرص التسويق. وإيجاد الحلول الذكية للوصول للشريحة المستهدفة بشكل أكبر. وبطرق أكثر تنوعاً. إلى جانب مراقبة وتحليل البيانات. بما يسهم في وضع استراتيجية أكثر فعالية للتسويق والبيع.

وأخيراً فإن مقارنة المستهلك للأسعار بين المنتجات. على المنصات الإلكترونية وتلك التقليدية. تشكل عاملاً رابعاً ربما يكون الأهم بين العوامل. فعادة ما تتفوق المنصات الإلكترونية بأسعارها وفرضها عروضاً وخصومات بشكل أكبر. وهو ما يبحث عنه أي مستهلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: لا يمكنكم نقل محتوى الصفحة . من اجل الحصول على نسخة اذهب الى اسفل المقال